الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

الحرامية والانقلاب على أحمد السعدون


احب نظرية المؤامرة وان كنت لا اصدق بها في معظم الاحيان، لكن تستهويني فكرة ان هناك من يجتمع في قبو قديم شبه مظلم تملأه رائحة الرطوبة ويتردد في ارجائه صدى قطرات الماء التي تتسرب من احد جوانب السقف الطيني، ولا يضيء المكان سوى شمعة يتمايل ضوؤها ويتراقص على الطاولة القديمة التي تصدر انينا خافتا، كلما اتكأ عليها احد.

حول الطاولة يجلس بعض المتآمرين، احدهم يمسك بريشة يغمسها في الدواة ثم يعود للكتابة بسرعة حتى لا تفوته كلمة مما يملى عليه، البقية حول الطاولة يستمعون، وربما كان هناك اعتراض بسيط بين فينة واخرى لكنه لا يتعدى الهمس حتى لا يعرف احد بوجودهم.

بعيدا في احدى الزوايا ينعكس ضوء الشمعة على ملابس رجل، بينما وجهه غارق تحت ستار الظلام، انه الزعيم الذي يملي الرسالة ويضع ملامح المؤامرة التي سينشرها اتباعه في المجتمع.

يفتح باب القبو ويصدر صريرا فيفزع الجالسون ويتناول بعضهم خنجره استعدادا للانقضاض، تظهر فتاة جميلة بملابس رثة تدل على فقرها، تحمل في يدها قارورة وكأسا، تتقدم ناحية الزعيم وهي خائفة مذعورة فتصب الشراب في الكأس وتقدمها اليه بيد ترتجف، يمسك فجأة بيدها وهو يضحك، فتحاول ان تتخلص من قبضته وتقاوم بشدة، ولكن هذا لا يزيده الا قهقهة ونشوة، يترك يدها فتجري مرعوبة الى الباب وهي تسمع خلفها ضحكات وسخرية بقية العصابة.

بعد ساعات، المكان خال، لقد غادر الجميع، تطل الفتاة من وراء الباب ثم تدخل بتردد وتبدأ كنس المكان وترتيبه، على الطاولة ورقة يبدو ان العصابة قد نسيتها، تمسك الفتاة الورقة وتقربها من ضوء الشمعة الخافت وتقرأ بصعوبة الكلام الذي كتب: «.. هذا وقد ارسلنا تعليماتنا الى كل التجار بألا يتعاونوا مع قانون الـ«بي او تي» حسب الصيغة التي وضعها أحمد السعدون، حتى يقتنع الناس ان قانون السعدون قد اوقف عجلة اقتصادهم، وبعدها نحرك نوابنا وكتابنا للانقلاب على أحمد السعدون وقانونه واعادة صياغة القانون بطريقة تطلق يدنا في المال العام مرة اخرى، كما كان الوضع عليه في حقبة ما قبل.. أحمد السعدون»!
***
لو كنت عضوا في مجلس الامة وقت صياغة القانون، فانني لن احيد قيد انملة عما وضعه بوعبدالعزيز لما فيه من شفافية وقيود تمنع الفساد، لكن بعد مرور اكثر من سنة من عدم قبول التجار بالتعامل مع هذا القانون، ألا يحق لنا ان نتساءل ان كان «جميع» التجار متآمرين على النائب الفاضل احمد السعدون، ام ان القانون مثالي لدرجة غير واقعية؟!

طارق العلوي - جريدة القبس


اختر الاجابة الصحيحة:

1) القانون منع التنفع و الرشاوي.
2) القانون مثالي و واقعي.
3) القانون كشف اللي كانوا يتنفعون.
4) أحمد السعدون صاد الحرامية.
5) الحرامية متآمرين على القانون.
6) جميع الإجابات صحيحة.

هناك تعليقان (2):

  1. https://www.blogger.com/comment.g?blogID=8910232000206935774&postID=651416594337623789

    ردحذف